نحن، مواطنو تشاد، نستقبل بشيء من الدهشة والاندهاش الشكوى المقدمة من قبل السودان إلى الاتحاد الإفريقي، والتي تزعم تورط بلادنا في شؤونه الداخلية. نود هنا أن نؤكد أهمية التمسك بالمبادئ السليمة من المسؤولية والبصيرة التي يجب أن توجه الدول في تعاملها مع أزماتها وتحليل الأسباب التي أدت إلى وضعها الحالي
إلى إخوتنا في السودان، نود أن نذكركم أن تشاد، التي عانت كثيراً في تاريخها، تدرك تماماً مرارة الأزمات والصراعات. لقد عشنا سوياً آلاماً عديدة وتجاوزناها بحكمة وصبر، وحافظنا على وحدتنا الوطنية رغم التحديات الصعبة. ولذلك، نجد أنفسنا في غاية الاستغراب إزاء هذه الاتهامات، فقد كان هدفنا الدائم العمل من أجل السلام والاحترام المتبادلل
نؤكد وبكل وضوح وصدق أن تشاد لم تتدخل قط في شؤون السودان الداخلية. لقد كانت سياستنا دائماً تركز على الحفاظ على علاقات سلمية وأخوية مع الشعب السوداني، وقدمنا المساعدة على الرغم من محدودية مواردنا لإخواننا اللاجئين. إن ما قمنا به يعكس صدق نوايانا في التضامن والتعاون الأخوي
إننا نفهم أن السودان يمر بأزمة معقدة، تفاقمت نتيجة الأخطاء في الحكم والقرارات السياسية المؤسفة التي أدت إلى انقسامات داخلية وتوترات اجتماعية واقتصادية. نحن لا ندعي أننا نملك الحلول السحرية لهذه الأزمة، ولكننا نؤكد أن هذه التحديات تتطلب استجابات مسؤولة ومتناسقة، حيث يجب أن يسود الحوار والدبلوماسية فوق أي خيار آخر.
إلى إخوتنا في السودان، تظل تشاد دائماً صديقاً وشريكاً وفياً. نحثكم بكل احترام وأخوة على أن تتبعوا سبل الحوار لحل خلافاتكم الداخلية. إن التهم الموجهة إلى أطراف خارجية لا يمكن أن تحل محل الجهود البناءة والمخلصة لتجاوز الأزمات
إلى الاتحاد الإفريقي، نؤكد التزامنا بمواصلة بناء مستقبل من السلام والتعاون مع جميع جيراننا. نشكر شركاءنا الأفارقة على دعمهم المستمر، ونشجعهم على مواصلة العمل من أجل الحفاظ على السلام والاستقرار في منطقتنا المشتركة. إن تشاد عازمة على متابعة جهودها في تعزيز الوحدة الوطنية والتقدم نحو مستقبل من التنمية والازدهار المشترك
معاً، لنكن دعاة للتغيير ولنساهم في أن تجد إفريقيا في نفسها الحلول لتحدياتها. شعوبنا تعتمد على ذلك، ومصيرنا المشترك هو الضامن لمستقبلنا.
نأمل أن يُفهم هذا البيان بروح من التفاهم المتبادل والاحترام الأخوي
البادور عسيل