تشاد، الواقعة في قلب أفريقيا، تُعد دولة غنية بالتاريخ والثقافات المتنوعة. وقد شهدت العديد من التغييرات السياسية والاجتماعية عبر العقود. لكن اللحظة الأبرز في تاريخها كانت في 28 أغسطس 1960، حين أعلنت استقلالها عن الاستعمار الفرنسي وأصبحت جمهورية ذات سيادة.
قبل الاستقلال، كانت تشاد جزءًا من المستعمرات الفرنسية في أفريقيا. ومنذ أواخر القرن التاسع عشر، بدأت فرنسا في استغلال موارد تشاد وتأسيس إدارة استعمارية. خلال فترة الاستعمار، عانى الشعب التشادي من تحديات كثيرة، شملت استغلال الموارد الطبيعية، والتمييز الاجتماعي والاقتصادي.
في أربعينيات وخمسينيات القرن العشرين، ظهرت حركات الاستقلال في جميع أنحاء أفريقيا، بما في ذلك تشاد، متأثرة بالأفكار الوطنية والدعوات إلى التحرر التي انتشرت في القارة. وأُسست الأحزاب السياسية المحلية، مثل حركة التقدّم الوطني التشادية، التي لعبت دورًا محوريًا في المطالبة بالاستقلال. وفي 28 أغسطس 1960، أعلن الرئيس التشادي فرانسوا تومبالباي استقلال البلاد عن فرنسا، لتصبح تشاد دولة ذات سيادة.
كان هذا الحدث التاريخي مناسبة احتفالية عظيمة، حيث امتلأت الشوارع بالمسيرات والمهرجانات، وعبر المواطنون عن فرحتهم العارمة بتحرر وطنهم.
بعد الاستقلال، شُكِّلت حكومة جديدة برئاسة تومبالباي، وهدفت إلى تعزيز الهوية الوطنية وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد. إلا أن هذه الحكومة واجهت تحديات كبيرة، منها الانقسامات العرقية والسياسية والصراعات الداخلية.
ورغم تحقيق الاستقلال، ظلت تشاد تواجه تحديات معقدة أثرت على استقرارها. ومن بين هذه التحديات الصراعات بين المجموعات العرقية والسياسية، بالإضافة إلى الأزمات الاقتصادية المتكررة. وفي عام 1965، اندلعت حرب أهلية عمقت الأزمات الأمنية والاقتصادية في البلاد.
يمثل إعلان استقلال تشاد في 28 أغسطس 1960 نقطة تحول بارزة في تاريخها، ورمزًا للأمل والطموحات بمستقبل أفضل للشعب التشادي. ورغم الصعوبات التي واجهتها البلاد على مر السنين، تواصل تشاد جهودها لتحقيق التنمية والاستقرار.
بقلم: حمزة باكو علي